أرامكو تدشن مشاريع نفطية ضخمة ومركز إثراء- رؤية 2030 تتحقق
المؤلف: واس (الظهران)08.09.2025

خلال الزيارة الملكية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود للمنطقة الشرقية، تفتتح أرامكو السعودية باقة من المشروعات الضخمة في قطاعي النفط والغاز، والتي تتماشى مع أهداف رؤية المملكة الطموحة 2030. تهدف هذه المشروعات إلى إرساء دعائم متينة لتنويع الاقتصاد الوطني وتعزيز النمو المستدام، بالإضافة إلى تطوير قطاع طاقة سعودي قوي ومنافس عالميًا. وتسعى أرامكو من خلال هذه الاستثمارات النوعية إلى ترسيخ مكانتها كأكبر شركة متكاملة للطاقة والبتروكيماويات على مستوى العالم.
سيشهد هذا الحدث أيضًا افتتاح مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء"، الذي تتطلع إليه المملكة كمنارة ثقافية وإبداعية. ومن المقرر أن تنطلق فعاليات وبرامج "إثراء" المتنوعة في العام القادم، حيث يمثل هذا المركز هبة قيمة من أرامكو السعودية للمجتمع السعودي وشبابه الواعد. يهدف "إثراء" إلى تشجيع الإبداع والابتكار، وتعزيز الحوار الثقافي مع مختلف الحضارات، ودعم جهود المملكة في بناء اقتصاد مزدهر قائم على المعرفة، وتمكين الأجيال الشابة من مواكبة التقنيات الحديثة.
تشمل قائمة المشروعات البارزة مشروع حقل منيفة، الذي يتميز بطاقة إنتاجية هائلة تصل إلى 900 ألف برميل يوميًا من النفط الخام العربي الثقيل. ويسهم إنتاج هذا الحقل الحيوي في تلبية احتياجات مصفاتي "ياسرف" (ينبع أرامكو ساينوبك للتكرير) و"ساتورب" (أرامكو السعودية توتال للتكرير والبتروكيميائيات)، وهما مشروعان مشتركان يجسدان التعاون المثمر في قطاع الطاقة.
تعتبر زيادة إنتاج النفط الخام من حقل منيفة جزءًا لا يتجزأ من استراتيجية أرامكو السعودية بعيدة المدى، والتي تهدف إلى مواجهة التحديات المستقبلية في قطاع الطاقة على المستويين المحلي والعالمي. وتسعى أرامكو من خلال هذه الاستراتيجية إلى الوفاء بالتزاماتها، وتحقيق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني، والحفاظ على مكانتها كمورد عالمي رائد وموثوق للطاقة.
أما المشروع الثاني المهم فهو معمل الغاز في واسط، الذي يمثل إضافة نوعية لقدرات المملكة في معالجة الغاز. تم تصميم هذا المعمل المتطور لمعالجة 2.5 مليار قدم مكعبة قياسية في اليوم من الغاز غير المصاحب. ويساهم المعمل في تزويد شبكة الغاز الرئيسية التابعة لأرامكو السعودية بكمية كبيرة من غاز البيع تقدر بنحو 1.7 مليار قدم مكعبة قياسية في اليوم. ومن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى دعم نمو قطاعي البتروكيماويات والتصنيع في المملكة، وتوفير آلاف فرص العمل الجديدة التي تتطلب كفاءات فنية عالية.
أما المشروع الثالث فهو توسعة حقل خريص وزيادة طاقته الإنتاجية. وقد ساهم إنجاز هذا المشروع في تعزيز قدرة أرامكو السعودية على إنتاج النفط الخام لتصل إلى 12 مليون برميل يوميًا، مما يعزز مكانة المملكة كأحد أكبر موردي النفط والغاز في العالم وأكثرهم جدارة بالثقة.
ويشتمل مشروع خريص، الذي بدأ التشغيل في شهر يونيو من عام 2009، على مرافق متطورة لإنتاج 1.2 مليون برميل يوميًا من النفط الخام العربي الخفيف، وذلك عبر مرافق المعالجة المركزية الأكبر في المملكة. بالإضافة إلى ذلك، يضم المشروع معملًا متخصصًا في معالجة الغاز المصاحب، ينتج 70 ألف برميل يوميًا من المكثفات و420 مليون قدم مكعبة قياسية من الغاز. كما أضاف المشروع 4.5 مليون برميل يوميًا من طاقة حقن مياه البحر عبر شبكة أنابيب تمتد على مسافة 920 كيلومترًا. وقد تم الانتهاء من أعمال الحفر لأكثر من 300 بئر، والتي كان من المقرر أن تستغرق ثلاث سنوات، قبل 10 أشهر من الموعد المحدد، وذلك بفضل تطبيق مزيج من الأساليب الهندسية والأعمال المبتكرة في المشروع.